لم يعد خفياً على العالم أن المملكة وفي ظل التطور والحداثة الذي تشهده الدول المتقدمة، أخذت تعمل منذ سنوات على توفير بيئة عَيش مُرفّهة تُضاهي أكثر مدن العالم تطوّراً، ليس فقط لقاطني المملكة، بل كذلك لزوارها. ويُعتبر خلق هذه البيئة جزءاً أساسياً من رؤية المملكة المستقبليّة للحفاظ على دورة الحياة في السعودية بل ورفع جودتها أيضاً. ولتحقيق هذه الرؤية، وضعت المملكة برنامجاً منظماً دُعيَ بجودة الحياة، ليُصبح واحداً من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030، انطلقت فعالياته منذ عام 2018، ووصل إجمالي التكلفة لتنفيذ خطط البرنامج إلى 130 مليار ريال حتى عام 2020.
استهدفت فعاليات البرنامج مُختلف القطاعات التي تُعنى بتحسين جودة حياة مواطني وزوّار المملكة، كالفنون والرياضة والثقافة والسياحة والتّراث السعودي والعربي والإسلامي. وقد حرص البرنامج على تقاطع هذه المجالات مع الرفاهية والترويح عن النفس من خلال مشاركة الأفراد في الأنشطة المُقامة، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية في السعودية، بدايةً برفع مستوى الأداء الخدمي وتحديث النقل وتوفير الفرص التعليمية وأخيراً تحقيق الأمن الثقافي والاجتماعي.
إليكم بعض من أهداف رؤية المملكة 2030 التي تسعى لتنفيذها من خلال برنامج جودة الحياة:
- زيادة الوعي بأهمية الرياضة وضرورة المشاركة في الأنشطة الرياضية الُمقامة.
- الارتقاء بالمشهد الحضري في المملكة.
- تحسين الأداء الخدمي في مختلف المدن السعودية.
- إشراك المملكة في أهم الفعاليات الفنية والثقافية.
- التعريف بالتراث الإسلامي والسعودي والعربي والاهتمام به.
- استضافة أهم الفعاليات الرياضية العالمية.
- تقديم مستوى عالٍ من الرفاهية لقاطني وزوار المملكة.
والجدير بالذكر أن عدد كبير من أهداف البرنامج قد تم إنجازها وأثمرت نتائج فاقت التوقعات:
على الصعيد الثقافي والفنّي، اهتُمّ بقطاع السينما وأُعيد إحياؤه، وشُيّدت منشآت ثقافية وصل عددها إلى 18 منشأة، فقد افتُتحت العديد من المتاحف والمعارض الثقافية إلى جانب إقامة عدد كبير من المهرجانات الموسيقية. كما بلغ عدد المشاركات السعودية في الفعاليات الثقافية الدولية 5 مشاركات، وتجاوز عدد المؤلفات المحلية الرقم المستهدف وبلغ 7.956 كتاب، والأبرز كان بلوغ عدد خرّيجي الدراسات العليا في الاختصاصات الثقافية 20.625 خرّيج.
كما شهد القطاع الرياضي تنفيذ استراتيجيات هامة، كانت كفيلة بالارتقاء به إلى مستويات متقدّمة، كدعم الاتحادات الرياضية، وفتح مجال التدريب والتأهيل في أكاديمية "مهد" ومعهد إعداد القادة. كما استضافت المملكة فعاليات رياضية عالمية خلال عام 2021، كفعاليات فورمولا 1، وكأس العالم لكرة اليد، بالإضافة لاستضافة رالي دكار الدولي. ولعلّ من أهم التطورات الحديثة في المجال الرياضي، كان برنامج "فخر" المختص بالألعاب البارالمبية والذي يُعنى بذوي الاحتياجات الخاصة.
أما النقطة الفارقة التي تُشير إلى إصرار المملكة على تنفيذ رؤيتها في البرنامج بالشكل الأمثل، هي إدراكها أن جودة الحياة لا يمكن أن تتطور دون تكاتُف كوادر بشرية مدرّبة على مستوى عالٍ من الاحترافية في الأداء في مختلف المجالات، ولذلك أطلَق البرنامج عدد مهم من الأكاديميات والمعاهد والبرامج للاعتناء بالمواهب وتطويرها حتى تُبصر النور، ومثال على ذلك أكاديمية "مهد" الرياضية، وافتتاح برنامج تطوير صُنّاع الأفلام. كما قدّم برنامج الجودة العديد من المنح الدراسية لطلبة المملكة من أجل دراسة فنون الطهي في أهم المعاهد العالمية.
ولا يمكن أن يكون جودة الحياة من برامج تحقيق رؤية المملكة 2030 دون أن يهتم بقطاع السياحة وتطويره، وقد سبق وحقق في هذا المجال تغييرات هامة ساهمت في جعل السعودية وجهة للسياح من مختلف أنحاء العالم، فقد أطلق التأشيرة السياحية، وأدرج المزيد من من المواقع التراثية في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي، وهذا ما جعل 17.6 مليون زائر يقصد المملكة في الربع الثالث من 2021.
ونظراً للدور الكبير الذي يؤديه القطّاع الخاص في رفد سياحة المملكة، حرص البرنامج على تفعيل وتمكين دور هذا القطاع عبر تسهيل عملية التراخيص وأتمتتها، وهذا ما سهل أعمال المستثمرين ودعمها، لاسيما مع إنشاء صناديق تنموية كصندوق النمو الثقافي وتفعيل برنامج كفالة لتمويل المشاريع السياحية.
وكان للقطّاع البلدي نصيب من رؤية المملكة لتحسين جودة الحياة، فقد بدأت أنسنة المدن، وتحسين المشهد الحضري، ورفع جودة الخدمات المقدمة ورفدها بالاهتمام والعناية المتواصلة.
In conclusion...
يمكننا أن نرى من خلال هذا المقال حرص المملكة العربية السعودية على رفع جودة الحياة فيها، وزيادة مستوى الرفاهية لجميع قاطنيها لتُضاهي أفضل الدول في العالم، وكل ما ذُكر ليس سوى غيض من فيض و للخطة تتمة تخطّها المملكة عاماً بعد عام.
Read more: The Sakaka Solar Project : The Beginning Of Renewable Energy Projects In Saudi Arabia