تحتلّ المملكة العربية السعودية مكانةً هامة على صعيد الاقتصاد في العالم العربي، وكانت دائماً من الدول الرائدة في الشرق الأوسط في التطوير واستحداث آفاق جديدة تتناسب مع موقعها القيادي في المنطقة، واليوم مع رؤيتها المستقبلية لعام 2030 تتطمح المملكة لتكون بلداً داعماً للبيئة والاقتصاد والتكنولوجيا في آنٍ واحد.
ما هي رؤية المملكة 2030؟
في عام 2016 أعلنت المملكة العربية السعودية عن خطة اقتصادية جديدة أُطلق عليها اسم رؤية المملكة لعام 2030، والهدف من الخطة قلب شكل الاقتصاد السعودي لتصبح المداخيل النفطية مساوية للمداخيل غير النفطية.
ويتمثل الهدف الأكبر من الرؤية في وضع السعودية ضمن دائرة أقوى خمسة عشر اقتصاداً في العالم خلال عام 2030. وتشمل الرؤية تطوير المشاريع في القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بهدف فتح مجالات جديدة للنظام الاقتصادي، وخلق فرص عمل، ودفع التنمية الاقتصادية.
في هذا المقال سنسلط الضوء على القطاعات التي استهدفتها رؤية المملكة 2030، وأبرز المشاريع فيها.
1. في مجال الطاقة
من أهم المشاريع في مجال الطاقة، مشروع محطة تحلية بتقنية الامتصاص الذي انطلق عام 2017 بهدف تصميم نظام تحلية مياه جديد وتحليله واختباره وتقييمه، وتطويره محليًا بشراكات دولية، والوصول إلى قطاع مياه مستدام ينمي الموارد المائية ويصون البيئة.
بالإضافة إلى أنّ مشروع محطة التحلية منخفض الطاقة يعدّ من أهم مشاريع الرؤية، وهو المشروع الأول من نوعه في المملكة، ويسهم المشروع في تصميم وتطوير صناعة المفاعلات النووية في المملكة، وتطوير وتأهيل الكفاءات والكوادر البشرية لتشغيل مفاعلات الطاقة.
ويعد مصنع إنتاج الألواح والخلايا الشمسية ومختبر الموثوقية، أحد أهم مشاريع الرؤية، ويستهدف نقل تقنية الطاقة الشمسية وتطوير معدات إنتاج لها تكون مناسبة للظروف البيئية في المملكة، والتي تتصف بشدة الحرارة والعواصف الرملية.
وأيضاً يعدّ مشروع تحلية المياه المالحة باستخدام الطاقة الشمسية الذي تم تدشينه عام 2018، ويهدف إلى تخفيف الضغط عن المصادر النفطية الطبيعية للمملكة وتخفيف تكلفة تحلية المياه والتخفيف من الانبعاثات الضارة.
2. في مجال السياحة
لم يكن القطاع السياحي بمنأى عن رؤية المملكة 2030، فكان مشروع أمالا الذي صُمم ليبرز غنى الثروات الطبيعية في المملكة.
ويهدف مشروع أمالا إلى تطوير وجهة سياحية متكاملة تتميز بأرقى المنتجعات الفاخرة وأنشطة الاستجمام الفاخرة، ويساهم في خلق ونهوض اقتصاد أكثر استدامة من خلال تطوير تجارب سياحية عامرة بالأنشطة المسلية والحديثة، بالإضافة إلى التجارب الثقافية للمواطنين السعوديين والعالم.
وأيضاً مشروع السودة للتطوير الذي تم إطلاقه فوق أعلى قمة في المملكة العربية السعودية، وبارتفاع يصل لأكثر من 3000 متر عن سطح البحر، ويستهدف المشروع جذب أكثر من مليوني زائر بحلول عام 2030.
كما يعتبر مشروع البحر الأحمر الذي سيقدم معايير جديدة في السياحة المتجددة والتنمية المستدامة، وسيخلق تجارب سياحية فريدة، بهدف المساهمة في نمو اقتصاد المملكة من خلال النهوض بقطاعات جديدة و انفتاح المملكة على العالم من أهم المشاريع.
3. في المجال الثقافي
يأتي مشروع الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، الذي أُعلن عنه في عام 2018، في مقدمة المشاريع الثقافية للمملكة لما للمساجد التاريخية من مكانة عظيمة في الدين الإسلامي، إضافة إلى أنها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري وما تمثله المساجد المشمولة بالبرنامج من عمق تاريخي وثقافي واجتماعي.
ويُسهم المشروع في إبراز البُعد الحضاري للمملكة، الذي تركز عليه رؤية السعودية 2030، عبر المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة.
وأيضاً مشروع الرياض آرت، يعتبر مبادرةٌ فنيةٌ تهدف إلى تحويل الأماكن العامة في المدينة إلى مساحات فنية، تتيح المجال للتعبير الفني، وتحفز المشاركات الإبداعية من قبل شرائح المجتمع كافة، إضافة إلى تنمية الاقتصاد الثقافي للمدينة.
وبالإضافة لتلك المشاريع يوجد مشروع مسار الرياض الرياضي الذي أطلق عام 2019، ، لتعزيز ممارسة الأنشطة الرياضية في المجتمع، يمتد مشروع المسار الرياضي بطول 135 كلم، ويضم المسار أنشطة رياضية وثقافية وترفيهية وبيئية، من بينها 90 كلم من مسارات الدراجات للهواة، و 135 كلم من مسارات الدراجات للمحترفين، و 123 كلم من مسارات الخيول، وممرًا آمنًا ومشجرًا للمشاة على طول المسار، إلى جانب مجموعة من البوابات والمحطات.
4. في مجال التطوير الحضري
يعدّ مشروع الرياض الخضراء من أهم المشاريع البيئية المتميزة، فهو واحد من أكبر مشاريع التشجير طموحًا في العالم، لرفع تصنيف مدينة الرياض بين نظيراتها من مدن العالم".
ويشمل المشروع: 3330 حديقة حي، و43 متنزهًا كبيرًا، و9 آلاف مسجد، و6 آلاف مدرسة، و64 منشأة جامعة وكلية، و390 منشأة صحية، و 1670 منشأة حكومية، كما يغطي برنامج التشجير 16,400 كيلومترًا طوليًا من الشوارع والطرق، وألفي موقع لمواقف السيارات، و,1001 كيلو متر طولي من "الأحزمة الخضراء" ضمن خطوط المرافق العامة (أبراج نقل الكهرباء ومسارات أنابيب البترول)، و175 ألف قطعة أرض فضاء، و272 كلم من الأودية وروافدها.
ومن ضمن المشاريع يوجد مشروع مصنع المواد المركبة لإنتاج هياكل الطائرات، الذي يعد المصنع هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، ويعتبر خطوة متقدمة في مجال صناعات منتجات الفضاء والطيران داخل المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط.
كما تشمل المشاريع مشروع مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) وهو مدينة صناعية متكاملة، وتعد (سبارك) أيضًا المدينة الصناعية الأولى والوحيدة في العالم التي تحصل على شهادة الريادة ()من الفئة الفضية في قطاع الطاقة والتصميم البيئي.
وأيضاً مشروع صنع في السعودية، الذي يهدف إلى زيادة الصادرات السعودية غير النفطية في أسواق التصدير ذات الأولوية، تستهدف المستهلك المحلي والعالمي عبر تعزيز مكانة المنتج الوطني وزيادة الوعي والثقة به.
إضافة لما سبق تشمل رؤية المملكة 2030 مشروع تطوير العلا، مشروع بوابة الدرعية، ومشروع نيوم، ومشروع القدية، مشروع سكاكا للطاقة الشمسية ومشروع حديقة سليمان.
5. في مجال الإسكان
يعدّ مشروع روشن من أهم مشاريع رؤية المملكة 2030 في مجال الإسكان، وتهدف شركة روشن وهي شركة تطوير عقاري وطنية إلى تطوير أحياء سكنية بمعايير عالية الجودة تتناسب مع تطلعات المجتمع السعودي، وتعزيز جودة الحياة للمواطنين في المملكة وتسهيل امتلاك الوحدات السكنية فيها.
6. في مجال الرعاية الصحية
يعدّ برنامج الجينوم السعودي أحد مشاريع رؤية المملكة 2030، ويهدف إلى الحد من الأمراض الوراثية باستخدام تقنيات الجينوم المتقدمة، مما يساهم في تحسين جودة الحياة والرعاية الصحة للمجتمع السعودي.
سيقوم برنامج الجينوم السعودي بإنشاء قاعدة بيانات لتوثيق أول خريطة وراثية للمجتمع السعودي، وتطوير مجال الطب، وتقليل تكاليف الرعاية الصحية، وتوفير أحدث تقنيات التشخيص والعلاج والوقاية.
تسعى المملكة العربية السعودية اليوم لتعزيز تواجدها من خلال تلك الرؤية التي لن تكون فقط هادفة لزيادة النمو الاقتصادي وإنما دعم البيئة ودعم مجالات عديدة ستجعل المملكة ضمن مصافي الدول البارزة في القطاع الاقتصادي.
Read More: The Sakaka Solar Project : The Beginning Of Renewable Energy Projects In Saudi Arabia
and then Add to Home Screen.
